ربما الكثير منا لم يتعرض إلى اعتداء أو عنف أو حتى محاولة قتل، وربما الكثير لم يواجه الموت وجه لوجه، ولكن الأكيد أننا كلنا بحاجة ماسة أن نسامح وان نعذر من هم حولنا، فنسامح زوجاتنا وأطفالنا وزملاء العمل وأصدقائنا العديد من المرات في اليوم الواحد، وهذا ليس واجب فقط ولكنه ضرورة وحاجة إنسانية حتى تستمر الحياة.
لأن أدنى استياء قد يتحول مع الوقت إلى حقد دفين إذا لم يتم معالجته في الوقت المناسب، وإن أدنى غضب يمكن أن يورق ويثمر ثمارا مسمومة.
إن الأحقاد الصغيرة في الحياة هي بذور لشجرة مسمومة إذا وقعت على أرض خصبة فسوف تنمو وتكبر وإذا قمنا برعايتها وسقيها فستكبر أكثر وتستمر في الحياة إن الأحقاد الصغيرة والتي تظهر وكأنها عابرة يجب التغلب عليها منذ بدايتها ولهذا يجب مواجهة غضبنا من الأول وفور حدوثه وقطع دابر أسباب الحقد من الجذور وتطهير قلوبنا منه.
إنه من السهل جدا أن نسامح غريبا عنا لأنه لا يعرفنا وقد يمر بحياتنا مرور الكرام ولكن الأمر سيختلف مع قريب نعرفه ويعرفنا نثق به، فمواجهة غدر صديق عزيز يعرف أفكارنا ونقاط ضعفنا شيء ليس سهلا وصعب بعض الشيء ولهذا علينا أن نسارع دائما إلى تلطيف الجو وفتح الحوار مع من أساء لنا، حتى نعرف الأسباب الحقيقية وراء الإساءة وعندما نعرف سيكون من السهل علينا أن نسامح ونغفر.
رد مع اقتباس